** النص التالي ليس ترجمة بل دعوة أختية من محررات مجلة فريدة لجميع المهتمات والمهتمين للمشاركة في العدد الثاني من المجلة؛ وقد تم نشره هنا من باب الأختية أيضًا!
** لقراءة العدد الأول من مجلة فريدة كاملًا برجاء الضغط على الرابط
تُعنى بنشر أعمال مترجمة عن الإنجليزية
ترجمة: سماح جعفر
صباح الخير،
لن أكون متواجدًا حين تقرأون هذه الرسالة. لا تغضبوا مني. أعلم أن بعضكم اهتموا لأمري بحق، أحبوني وعاملوُني بشكل جيد جدًا. ليس لدي شكاوى حول أي منكم. كانت متاعبي دومًا ذاتية. أحس أن فَجوَة تنمو بين روحي وجسدي. أحس بأنني صرت غُولًا. لطالما وددت أن أصبح كاتبًا. كاتبًا علميًا، مثل كارل ساغان. في النهاية، هذه هي الرسالة الوحيدة التي سأكتبها.
لطالما وددت أن أصبح كاتبًا. كاتبًا علميًا، مثل كارل ساغان.
أحببت العلوم، النجوم، الطبيعة ومن ثم أحببت الناس، دون أن أدرك أن الناس قد اِنفصلوا منذ القدم عن الطبيعة. مشاعرنا نصف عمر. محبتنا مركبة. معتقداتنا ملونة. أصالتنا تقيم عبر فن زائِف. صار من الصعب جدًا أن نحب دون أن نُجَرَح.
قُلصت قيمة الإنسان إلى هويته المباشرة وأقرب احتمالاته. في تصويت. رقم. شيء. لم يعامل الإنسان قط كعقل. كشيء مجيد معدٍ من غبار النجوم. في كل مجال، في الدراسة، في الشارع، في السياسة، وحتى في العيش والموت.
لأول مرة أكتب مثل هذه الرسالة. إنها مرتي الأول في كتابة رسالة أخيرة. سامحوني لو أنني بدوت غير منطقي.
ميلادي هو حادثتي الفَتّاكة. لن أستطيع التعافي أبدًا من طفولتي الوحدوية. ذاك الطفل من صباي، الذي لم يتم تقديره قط.
ربما أخطأت في فهمي للعالم طوال الوقت. في فهمي للحب، الألم، الحياة والموت. لم يكن هناك إلحاح. لكنني كنت مستعجلًا دائمًا. يائسًا لبدء الحياة. بالنسبة لبعض الناس فإن الحياة نفسها لعنة. ميلادي هو حادثتي الفَتّاكة. لن أستطيع التعافي أبدًا من طفولتي الوحدوية. ذاك الطفل من صباي، الذي لم يتم تقديره قط.
خلال هذه اللحظة، لا أتألم. لست حزينًا. أنني خاوٍ فحسب. لا آبه لنفسي. هذا مُشجٍ. ولهذا سوف أقوم بهذا الأمر.
قد يصفني الناس بأنني جبان. وأناني، أو غبي حالما أرحل. لست منزعجًا بشأن ما يصفونني به. أنا لا أؤمن بقصص ما بعد الموت أو الأشباح أو الأرواح. إذا كان هناك أي شيء أؤمن به قط، فأنا أؤمن بأنني أستطيع السفر إلى النجوم. ومعرفة عن العوالم الأخرى.
إذا كنت أنت، الذي تقرأ هذه الرسالة، بإمكانك فعل أي شيء من أجلي، فإني مُسَتَحِقٌ لراتب سبعة أشهر من زمالتي، أي سبعمائة وخمسين ألف روبية. يرجى التأكد من أن تحصل عائلتي على هذا المبلغ. يجب أن أعيد حوالي أربعين ألفًا لرامجي. لم يطالب بها قط. ولكن يرجى دفعها له.
فلتكن جنازتي صامتة وسلسة. تصرفوا كأني أتيت فجأة ومضيت. لا تذرفوا الدموع لأجلي. اعلموا أنني أسعد ميتًا مما كنت عليه حيًا.
"من الظلال إلى النجوم".
الأم آنا، آسف لاستخدام غرفتك للقيام بهذا الأمر.
لزملائي في رابطة طلاب أمبيدكار، معذرة لخذلاني لكم. لقد أحببتموني للغاية. أتمنى لكم الأفضل في المستقبل.
للمرة الأخيرة،
ليحيا بيم[1]
نسيت أن أقوم بالشَكلِيّات اللازمة. لا أحد مسؤول عن انتحاري.
لم يحرضني أحدٌ بالقول أو الفعل لأقوم بهذا الأمر.
هذا قراري وأنا مسؤول عنه.
لا تزعجوا أصدقائي أو أعدائي بهذا الأمر بعد رحيلي.
[1] بيمراو رامجي أمبيدكار (14 أبريل 1891 - 6 ديسمبر 1956)، المعروف باسم بابا ساهب أمبيدكار، كان رجل قانون هندي، اقتصادي، سياسي ومصلح اجتماعي ألهم حركة داليت البوذية، ودعم حقوق المرأة والعمل. كان أول وزير مستقل للقانون والعدالة في الهند، وهو المهندس الرئيسي لدستور الهند، وأب مؤسس لجمهورية الهند.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة: سماح جعفر
وأحس أني لا بد عرفتك بحَيَاة أُخرَى
ربما كنا إخوة يحبان أو يكرهان بعضهما
أو ربما كنا جارين قدر لهما أن يكبُرا سوية
أو غريبين أومأَ لبعضهما في الطريق
أو ربما كان أحدنا ملكًا، والآخر في الجيش
وتلاقت أعيننا خلال تفتيش روتيني
أو ربما كنا جنديين يموتان لأجل بعضهما،
ربما كنا آخِر اثنين يتحدثان لغة مندثرة،
ربما كنتُ أنا حيوان حقلٍ وأنت عاملًا زِرَاعِيًّا أشقرًا،
ربما فررنا سوية إلى أمريكا، أو ربما كنا
عامليّ منجم أحبا عصافير الكَنَارِيّا الصفراء، ربما كنتَ
أنت الكَنَارِيٌّ وأحسست بنبضك في راحة يدي،
ربما كُنتَ أنت مُمرضًا وأنا مريضتك المفضلة،
ربما تم دفننا سوية أعلى تَلَّة، واقفين جَنْباً لِجَنْب
ترجمة: سماح جعفر
كيف يصل الجَسَد إلى المكان
الذي طلب منه العالم ألا يرتحل إليه؟
روبن مايرز
نحن ماء ليل، اشتعال بحر، وخلية فولتضوئيّة.
مخلوقات كَونِيّة لم تكتشف
مكانها أبدًا في الكون. نتنفس الضوء
وغدا سنُشرق أيضًا.
*
ما هو صوت الضوء في الليل
وتحت الماء؟
ما هي صرخة مدرسة السردين؟
كم يزن حصان هزيل؟
*
أنت يا بحر الجزيرة، قاتل اللغة.
تتطور إغوانة الجزيرة بشكل مختلف.
بزمن الجزر والنجوم.
أغنية مُتَحَابِكة للذاكرة
كُناها قبل الفجر؟
*
(2000):
تساقط الشهب في مونتي كارميلو.
(2015):
الانهيار الجليدي لبيرسيدس في كايو تييرا.
(أَبَدِيّة):
المياه الضحلة من دينوفلاجيلاتيس في اسبيرانزا.
يحدق الماضي والمستقبل في بعضهما
ويبتسمان.
*
تَوَقُّد / تَقزُّح / تألق حيوي
يضيء رصيف اسبيرانزا في الليل، ولهذا قفزنا من
اسبيرانزا. أجسادنا ملطخة بالضوء، تتعلم من
صانع الضوء. هناك حيوانات في البحر تحمل
النار داخلها. أسمائها متعذرة النطق. لذلك نحن ببساطة
أقمار، جلد متقزح، يذوب في بحر من الضوء.
ترجمة: سماح جعفر
بدافع المَوَدّة
قصروا اسمي،
هكذا تعلمت أولى علامات الحَمِيمِيّة،
بالحصول على لقب
في الخامسة والثلاثين
فاقت الأزواج المختلفة من حروف العلة والحروف الساكنة
التي أحاطت باسمي
خيال أمي
التي قررت تسميتي
باسم طالبة
كانت مولعة بها،
والتي ارتدت دائمًا زيًا رسميًا أنيقًا
وأجادت اللغة الإنجليزية
لم أقابل تلك الفتاة قط
لقد ضاعت بمكان ما في هذا العالم،
يمكن أن تكون أي شخص في أي مدينة
أيًا من الوجوه المتنوعة
التي رأيتها ونسيتها
تنزعج أمي
حين يمنحني أحدهم اسمًا جديدًا،
لأنها تخشى وقوعي في الحب
أو في الصداقة،
وهو ما سيجلب لي البؤس فقط،
كانت توقظني في الصباح
مشددة على جميع مقاطع اسمي
بينما ترن أسمائي الأخرى داخلي
وأضحك من اِرتِيَاعها
أولى علامات فقدان حبيب أو صديق
متشابهة أيضًا،
فهم ينتزعون الاسم الذي منحوني إياه،
لأنطق اسمي بعدها بالطريقة التي
تُقرأ بها أسماء
الناجين المجهولين من الزلزال
الذين ينتظرون شخص ما ليأخذهم إلى المنزل.
ترجمة: سماح جعفر
لن ألعب شَدّ الحَبْل،
أفضل أن ألعب ضَمّة الحَبْل،
حيث يتعانق الجميع
عوضًا عن الشَدّ،
حيث يُقَهْقِه الجميع
يتدحرجون على البسط،
ويتبادلون القبلات،
حيث يبتسم الجميع،
يتَضَامّ الجميع،
يفوز الجميع.
ترجمة: سماح جعفر
أحببت صديقي
ورحل عني
ليس هناك شيء أكثر لقوله
انتهت القصيدة
بِرِفق كما بدأت
أحببت صديقي.
ترجمة: سماح جعفر
7.
لقد صارت كلماتك ذاك الصلصال الذي ينحت الصمت.
8.
أتمنى لو أن بإمكاني انتزاع زَنابِك جسدك لأطلق هشاشتك. أريد إمتلاكها. وبذلك أمزج ذاتي بالصلصال الذي وُوِهب لجلدك وخَرَائِب دمك. وبذلك لن يبقى مكان اِغتِراب فيك. فقط الضفاف الشَمسِيّة لهذه الشفاه التي تهرب دومًا من التفسير.
* من 52 شذرة للحبيب.
ترجمة: سماح جعفر
أن تحب الحياة، أن تحبها حتى
حين لا تملك رغبة فيها
وكل الأشياء التي أحببتها
تفتت بين يديك مثل ورقة محترقة،
رئتك ممتلئة برمادها.
حين يجلس الحزن معك، تكثف حرارته
الاستوائية الهواء، ثقيلًا كالماء
ليصير مناسبًا للخياشيم أكثر من الرئة؛
حين يثقلك الحزن مثل لحمك
المزيد منه فقط، جسامة من الحزن،
تفكر، كيف يستطيع أحد مواجهة ذلك؟
ثم تمسك بالحياة مثل وجه
بين كفيك، وجه خاوٍ،
لا ابتسامة ساحرة، ولا أعين بنفسجية
وتقول، نعم سوف أقبل بك
سوف أحبك، مجددًا.
ترجمة: سماح جعفر
ليوم واحد فقط
لن تفكر
فيك
وستفقد الأسماك
طريقها في الماء
ستعلق الشمس
عاجِزة في مدارها
سيلتف حبل الوقت السُرِّى
حول عنقه
ليوم واحد فقط
ستضع فانُوسها ساهِية
بين الشمس والقمر
وسيكون حكماء السماء السبعة
مُضطَرِبين
ستتناثر الحروف
بعد أن تفلت من المخطوطات
ستنسى الأرواح وجوهها
ولن تكون هناك مرايا
ليوم واحد فقط
ستختفي
في السَدِيم السماوي،
في لحظة
وستنتشر الظلمة
حتى نهاية العالم
ستحتشد الحمم
داخل الأرض
وسيحترق المحار
في أصدافه
لأميال
ولنسيان هذا اليوم فقط
سيتحول هذا الجسد
أزرقًا
بعضاته.
ترجمة: سماح جعفر
كم مرة خلال الرِحلة
أردنا العودة إلى المنزل؟
تفتح أبواب الليلة ببطء
باب الحيوانات النائمة التي تركض في أحلامها
باب المرآة حيث الأعين ترى ما ورائها
ويتحول الفم إلى حجر.
تخرج سفينة ببطء نحو الليلة
منثورة بالنور واللآلئ عبر
حيواتنا المَنظُورة للربح والخسارة
لتحمل قليلًا من الروعة المحزنة لوعد لن يوفى.
هل كنا نحدق بلا خوف في العين المشعة
حيث نقبّل دون أن نخون فم الشوق.
ربما يمكننا أن نرتاح مثل ورقة داخل حوافها الخضراء
شيء عظيم ليس له مكان ولا زمان
انفصل من داخلنا ويحوم الآن
في سراب من نور يتحول إلى لؤلؤ
وحركة
كل ما عرضناه ولم يؤخذ
وما عرض علينا وجفلنا من لمسه
يقبع في السفينة التي تنزلق
على الشبكة حيث تلتقي السماء بالبحر.
كم مرة خلال الرِحلة أردنا العودة إلى المنزل!
لنعيد سكنة الانعكاس الذي تركناه على الكرسي
لنهبه اللآلئ التي تحولت إلى ضوء
والعاطفة التي لا تسعى لاِطمئنان ولا تستجلب
من الدم الأسود دلائل الوحدة، بل تتركها لتطفو
مثل الذهب الذي تدفق ذات مرة حرًا من الطمع في الأنهار.