ترجمة: سماح جعفر
ألمّس فمك، ألمّس
حواف فمِك بأطراف أصابعي، أرسمه كما لو أنه قادمٌ من يدي، كأنّ فمك فُتح
لأَول مَرّةٍ، وكل ما عليَّ فِعلُه هو إغماض عيني لمسحه والبدء مُجددًا؛
في كل مرة أستحضر الفم الذي أرَوْم، الفم الذي اِختارته يدي ورسمته على
وجهك، فمٌ مُنْتَقىً مِنْ جُمْلةِ الأفواه، بحُرّيّة عُليا اِخترته ورسمته
بيدي على وجهك، والذي بصُدْفَة لا أسعى لفهمها يَتطابقُ بالضبط مع فمك الذي يبتسم
تحت الفم الذي رسمته يدي عليك.
تنظر
إليَّ، تنظر إليَّ عن قرب، أقْرب الآن، وبعدها نلعب سايكلوب[1]،
وفي كل مرة ننظر إلى بعضنا بشكل أوثق وأقْرَب تنمو أعيننا، تتَدَاخل، وتُدَمَج في
واحدة، وينظر السايكلوبس إلى بعضهما، يتنفسان بحَيْرَة، يلتقي الفمان ويقْتتلان بحميمية
مُتَلَطّفة، يَعُضَانِ بعضهما بشفتيهما، والألسنة بالكاد تمس الأسنان، يلعبان في إستراحتهما، حيث
يأتي الهواء الثقيل مع عطرٍ قديمٍ وصَمت. ثم تنغمر يدي في شعرك، أُمَسّد ببطء عُمَق شعرك بينما نُقَبِل بعضنا كما لو أن
فاهينا مليئين بالزهور، بحركاتٍ حَية، من الأرِيج الداكن. وإذا عضضنا بعضنا فالألم حُلو. وإذا خنقنا
بعضنا في أنفاسنا المقْتضبة والمروّعة، فإن هذا الموت المُؤقت جَمِيل. نَتَبادل
نفس اللعاب ونفس طعم الفاكهة الناضجة، وأُحس بإرتعاشك قبالتي مثل قمرٍ على الماء.
[1] سايكلوب
وهو الاسم المعرب من اليونانية (بالإغريقية: Κύκλωψ) والتي تعني دائري
العين، والاسم (بالإنجليزية: Cyclops أو Kyklops) مشتق
من الأصل اليوناني، وسايكلوب هم مسوخ من جنس العمالقة، ذوو عين واحدة وسط الجبهة،
هم في الميثولوجيا الإغريقية عمال مهرة يصنعون الصواعق وأسلحة الآلهة ويحققون
الأعمال الكبيرة والضخمة.
No comments:
Post a Comment