ترجمة: سماح جعفر
مغادرة
رُغمَ أن هذه الأرض ليست لي،
فسوف أذكر بحرها الداخلي،
المياه الباردة جدًا،
الرمال البيضاء كالعظام القديمة،
أشجار الصنوبر الحمراء بغرابة حيث تشرق الشمس
باستمرار.
ولن أستطيع أن أقول إذا كان حبنا، أو اليوم، هو ما ينتهي.
ولن أستطيع أن أقول إذا كان حبنا، أو اليوم، هو ما ينتهي.
وكما يحدث
وكما يحدث في كثير من الأحيان عندما ينكسر
الحب،
يأتينا مجددًا شبح الأيام الأولى،
الصفصاف الفضي يبعد النافذة ثم يمدد
الطلاوة الفضية لفروعه الرقيقة.
يبدأ الطير ينشد لأجلنا أغنية الضوء
والسرور،
التي تخشى الارتفاع وتبحث عن الأرض،
التي هي نبيلة جدًا،
لاذعة وانفعالية،
وتحكي عن الأيام التي كنا فيها آمنين معًا.
لكن اسمع، أنا أحذرك
لكن اسمع، أنا أحذرك
فأنا أعيش للمرة الأخيرة تمامًا.
ولن أعود
لا كطائر سنونو، ولا كشجر قيقب،
لا كقصبة، ولا كنجم،
لا كمياه الينابيع،
ولا كرنين الأجراس ...
لن أعود إلى الرجال المضطربين
ولن أضايق أحلامهم مرة أخرى
بتأوهاتي النهمة.
تحايا!
هل تسمع الحفيف الناعم بجانب طاولتك؟
لا تكلف نفسك عناء الكتابة لأنني سآتي لأجلك.
هل من الممكن أنك غاضب مني كما في آخر مرة؟
قلت أنك لا تريد أن ترى يدي، يدي أو عيني.
أنا معك في غرفتك المشرقة البسيطة.
لا تطردني بعيدًا
إلى حيث يتدفق الماء العكر البارد تحت الجسر.
هنا بدأ منفى بوشكين اللانهائي
هنا بدأ منفى بوشكين اللانهائي،
وتبين أن منفى يرمونتوف مميت،
عشب الجبل له رائحة حلوة جدًا ورقيقة،
وقد تمكنت لمرة من أن أميز،
على ضفاف البحيرة تحت ظلال كثيفة من أشجار الحور،
في وقت مبكر من المساء ولحظة شرسة
وهج العيون الداكنة النهمة
لمحبوب تمارا الخالد.
No comments:
Post a Comment