ترجمة: سماح جعفر
قلت لنفسي، ما الذي
سأود قوله لشخص آخر في مثل حالتي: "ستضطر إلى أن تكيف نفسك على الواقع، وفوق
كل شيء، أن لا تضايق نفسك بسبب سوء حظ لا تستحقه" لقد بذلت قصارى
جهدي فلا يجب عليّ أن أبكي أو اشتكي.
ولكن عندما لا تشتكي،
وعندما تحاول أن تسيطر على نفسك بقبضة طاغية - ترتفع كلياتك بتمرد - وتبدأ
في البحث عن هدوء خارجي لتفادي الصراع الداخلي الذي لا يحتمل.
ليلًا ونهارًا لا أجد
السكون أو السلام - وعندما أنام تراودني الأحلام الموجعة حيث أراك
دائمًا قاسٍ، كئيب المزاج وغاضبًا مني.
اغفر لي إذن "مسيو" إذا
أخذت خطوة أن أكاتبك مرة أخرى - كيف يمكنني تحمل حياتي ما لم أبذل جهدًا
لتخفيف معاناتها؟
لا أسعى لتبرير نفسي،
واستسلم لجميع أنواع اللوم - كل ما أعرفه - هو أنني لا
استطيع - أنني لن أكيف نفسي على فقدان صداقة سيدي - أفضل
الخضوع لأعظم الآلام الجسدية على أن يمزق قلبي باستمرار بالندم الأليم. إذا
حول سيدي صداقته عني تمامًا فسوف أكون بلا أمل مطلقًا - وإذا قدم لي
صداقة قليلة- قليلة جدًا - سأكون قانعة - سعيدة، سوف
يكون لدي دافع للعيش – للعمل.
"مسيو"،
الفقير لا يحتاج قدرًا كبيرًا ليعيش عليه - أنه لا يطلب سوى فتات الخبز
الذي يسقط من مائدة الغني - ولكن لو منعوا عنه هذا الفتات - سيموت
جوعًا - وأنا كذلك لست بحاجة إلى قدر كبير من المودة من أولئك الذين
أحب - فأنا لن أعرف ما الذي يجب أن أفعله بصداقة كلية وكاملة - أنا
لست معتادة على ذلك - ولكنك أظهرت القليل من الاهتمام بي في الأيام
الماضية عندما كنت تلميذتك في بروكسل - وأنا أتشبث للحفاظ على
هذا الاهتمام القليل- سوف أتشبث به كما أتشبث بالحياة.
ربما ستقول لي _
"لم أعد أملك أدنى اهتمام بك آنسة شارلوت _ لم تعودي تنتمين إلى
منزلي _ لقد نسيتك".
حسنًا "مسيو" قل
لي بصراحة - سيكون الأمر بمثابة صدمة لي - لا يهم - لا
يزال هذا أقل بشاعة من عدم اليقين.
لا أريد أن أعيد
قراءة هذه الرسالة - أنا أرسلها كما كتبت - ومع ذلك
أعلم بشكل ما أن هناك بعض القساة والعقلانيين الذين سيقولون - "إنها
تهذي" - ثأري الوحيد هو أن أتمنى لهؤلاء - يومًا واحدًا من
العذاب الذي عانيته لثمانية أشهر - عندها سنرى ما إذا كانوا سيهذون
أيضًا أم لا.
المرء يعاني في صمت
طالما لديه القوة، ولكن عندما تضعف تلك القوة يتحدث دون أن يقيس كلمة واحدة.
No comments:
Post a Comment