ترجمة: سماح جعفر
الذي لا يشبه أحدًا*
لقد حلمت،
أحدهم سوف يأتي.
لقد حلمت،
أحدهم سوف يأتي بالتأكيد.
حلمت بنجمة حمراء،
وعيني تطرف طوال الوقت،
وخطواتي تتقافز، بشكل مفاجيء.
أقسم!
أنني لا أكذب!
حلمت بنجمة حمراء مشعة
عندما كنت مستيقظة تقريبًا.
أحدهم سوف يأتي،
أعرف.
أحدهم آت،
شخص آخر،
شخص أفضل،
شخص لا يشبه أحدًا!
شخص لا يشبه أبي،
ولا يشبه أمي حتى.
شخص ليس مثل علي،
وليس مثل سارة.
شخص لا يشبه أحدًا-
ولكنه يشبه "الذي يجب أن
يكونه".
وهو أطول من أشجار جيراننا،
ووجهه مشرق أكثر من وجه محمد.
وهو لا يخاف من شقيق السيد نوري
الذي يرتدي الزي الرسمي
ويحمل مسدسًا ضخمًا، ضخمًا جدًا.
وهو لا يخاف حتى من السيد نوري
الذي يملك جميع غرف مبنانا.
لابد أنه قديس، بالتأكيد!
أعرف، فهو يستطيع قراءة كتاب
الإنجليزية الخاص بأختي
وعيناه مغمضتان.
أعرف، فهو يستطيع طرح ألف من
مليون
بسرعة كبيرة جدًا.
وبإمكانه أن يفعل شيئًا
فلا ينقطع التيار الكهربائي،
خاصة في ليالي الجمعة.
ويستطيع جعل لمبة الله النيونية،
أعلى المسجد، تصبح مضيئة وخضراء
مرة أخرى.
أه، كم أحب اللمبة النوينة
الخضراء كثيرًا!
وأحب كل الأضواء الملونة!
وكم أريد لعلي أن يحظى بدراجة،
بضوء أحمر كبير؛
وأريد أن أجلس على ظهر دراجته
وأدور حول الساحة.
أه، كم أحب الدوران حول الساحة!
إنه لأمر جيد الذهاب إلى الحديقة؛
وإنه لأمر جيد تذوق الآيس كريم؛
وإنه لأمر جيد تناول الكوكاكولا؛
وإنه لأمر جيد مشاهدة فيلم.
أحب كل هذه الأشياء الجيدة كثيرًا،
أنا صغيرة للغاية،
ودائمًا ما أتوه في الشوارع.
ولكن أبي ليس صغيرًا أبدًا،
ويعرف كل الشوارع في بلدتنا.
لمَّ لا يفعل شيئًا-
للواحد؛ النجمة الحمراء في حلمي،
ليأتي إلى هنا الآن؟
لمَّ لا يستطيع جعل حلمي يتحقق؟
لمَّ لا يفعل أحدٌ شيئًا؟
أه، هذه الشمس كسولة جدًا،
ولا يزال الجو باردًا...
لكنني نظفت جميع الأماكن
وحتى أنني غسلت الدرج كله
وفتحت جميع النوافذ.
لم لا يحلم بابا أبدًا؟
لا يزال الجو باردًا...
لكنني نظفت جميع الأماكن،
وحتى أنني غسلت الدرج كله،
وفتحت جميع النوافذ.
أحدهم سوف يأتي،
أحدهم آت،
شخص يمشي معي،
شخص في قلبي،
شخص يسمع أنفاسي،
شخص يراني أحلم به.
شخص يسمعني وأنا أتحدث، أتحدث
عنه.
أعرف،
أن لا أحد يستطيع الإمساك به.
أعرف،
أن لا أحد يستطيع سجنه.
أشعر أنه ينمو على الجانب الآخر
من السياج،
أشعر أنه يغني مع كل قطرات
الأمطار.
والأوراق المتساقطة.
أحدهم سوف يأتي،
ربما في يوم عرض الألعاب النارية.
أحدهم سوف يأتي،
وسيجلب الخبز الطازج والزبدة
والقشدة،
ووعاءً كبيرًا من الحساء مع الكثير
من الجزر والبطاطا.
أحدهم سوف يأتي،
وسيقسم بعدل الحديقة،
الكوكاكولا،
والحساء،
وسيعطي الجميع نصيبه.
أعرف أنه سيعطيني نصيبي أيضًا.
أحدهم سوف يأتي،
أحدهم آت،
لقد حلمت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شخص لا يشبه أي شخص*
لقد حلمت،
أحدهم قادم.
لقد حلمت،
أحدهم قادم بالتأكيد.
حلمت بنجمة حمراء،
وعيني ترمش طوال الوقت،
وأحذيتي تتراكب، بشكل مفاجيء.
أقسم!
ولأكن عمياء لو أنني أكذب!
حلمت بنجمة حمراء مشعة
عندما كنت مستيقظة.
أحدهم قادم،
أعرف.
أحدهم قادم،
شخص آخر،
شخص أفضل،
شخص لا يشبه أحدًا!
شخص لا يشبه أبي،
ولا يشبه أنسي.
لا يشبه يحيى،
ولا يشبه أمي.
شخص لا يشبه أحدًا-
ولكنه يشبه "الذي يجب أن
يكونه".
وهو أطول من الأشجار
حول منزل المشرف،
ووجهه مشرق أكثر من وجه المهدي.
وهو لا يخاف من شقيق سيد جواد
الذي رحل
ثم عاد وهو يرتدي الزي الرسمي
وهو لا يخاف حتى من سيد جواد
الذي يملك جميع غرف مبنانا.
واسمه تمامًا كما تناديه أمي
عند بداية الصلاة ونهايتها
يا "قاضي القضاة"
أو يا "حاجة الحاجات".
يستطيع أن يسرد جميع الكلمات
الصعبة
في كتاب الصف الثالث
وعيناه مغمضتان.
و يستطيع طرح ألف من عشرين مليون
بسرعة كبيرة.
ويمكنه أن يشتري بالدين أي شيء
يريده
من دكان سيد جواد
وبإمكانه أن يفعل شيئًا
فيجعل لافتة الله النوينة
والتي كانت خضراء كالفجر
تضيء مرة أخرى
في السماء
أعلى مسجد مفتاحيان[1].
أه كم هو جميل الضوء الساطع،
أه كم هو جميل الضوء الساطع،
وكم أريد ليحيى أن يمتلك عربة
وفانوسًا صغيرًا،
وأود كثيرًا لو أجلس في عربة يحيى
وسط البطيخ،
وأدور حول ساحة المحمدية[2].
أه، كم هو عظيم الدوران حول
الساحة،
وكم هو عظيم الاستلقاء فوق السطح،
وكم هو عظيم الذهاب إلى حديقة ملى[3]،
وكم هو عظيم تذوق البيبسي،
وكم هي رائعة أفلام فردين[4]،
وكم أحب كل الأشياء الجيدة،
وأريد بحق أن أشد ضفائر إبنة سيد
جواد.
لمّ أنا صغيرة للغاية،
ودائمًا ما أتوه في الشوارع.
ولمَ لا يفعل أبي، الذي ليس صغيرًا
ولا يتوه في الشوارع،
شيئًا للشخص الذي يظهر في
أحلامي
فيسرع وصوله؟
والناس في حي المسلخ
حيث الحدائق في أراضيهم ملوثة
بالدماء،
وحتى الماء في بركهم ملوث
بالدماء،
وحتى نعال أحذيتهم ملوثة بالدماء،
لمَّ لا يفعلون شيئًا؟
أه، كم هي كسولة أشعة شمس الشتاء،
لقد اكتسحت الدرج نحو السطح
وغسلت النوافذ أيضًا،
كيف لأبي أن يحلم فقط أثناء
النوم؟
لقد اكتسحت الدرج نحو السطح
وغسلت النوافذ أيضًا،
أحدهم قادم،
أحدهم قادم،
شخص بقلبه معنا،
بأنفاسه معنا،
وبصوته معنا،
أحدهم قادم
لا يمكن إيقافه
ولا تكبيله أو إلقاءه في السجن،
شخص ولد تحت ملابس يحيى البالية،
ويومًا بعد يوم
ينمو أكثر وأكثر،
شخص من المطر،
من صوت رذاذ المطر،
من بين زهور البتونيا الهامسة،
شخص قادم من سماء
ساحة توبخانة[5]
في ليلة الألعاب النارية
لينشر قماش الطاولة
ويقسم الخبز
ويوزع البيبسي
ويقسم حديقة ملى
ويمرر دواء السعال
ويوزع القسائم في يوم التسجيل
ويعطى الجميع أرقام غرف الانتظار
في المستشفى
ويوزع الأحذية المطاطية
وتذاكر سينما فردين
ويتبرع بفساتين ابنة سيد جواد
ويتبرع بكل ما لا يباع
ويعطينا حصتنا،
لقد حلمت.
*قصيدتان للشاعرة الإيرانية فروغ
فرخ زاد
[1] مفتاحيان:
مسجد في طهران
No comments:
Post a Comment