Tuesday, July 1, 2014

جذر روحك؛ مولانا جلال الدين الرومي

ترجمة: سماح جعفر




جذر روحك



"لعصور كنت تأتي وتذهب
تغازل هذا الوهم.
لعصور كنت تهرب من الألم
وتصادر النشوة.
فهلم، عد إلى جذر جذر
روحك.

رغم أنك تظهر في شكل دنيوي
إلا أن جوهرك وعي نقي.
كنت الولي الشجاع
للنور الإلهي.
فهلم، عد إلى جذر جذر
روحك.

عندما تفقد كل إحساس بالنفس
سوف تتلاشى أواصر ألاف السلاسل.
وتفقد نفسك كليًا،
عد إلى جذر جذر
روحك.

أنت تنحدر من آدم، من خلال كلمة الله النقية،
ولكنك تحول بصرك
إلى الاستعراض الفارغ لهذا العالم.
واحسرتاه، كيف يمكنك أن ترضى بالقليل جدًا؟
فهلم، عد إلى جذر جذر
روحك.

لمَّ أنت مسحور بهذا العالم
بينما منجم من الذهب يكمن في داخلك؟
افتح عينيك وتعال -
عد إلى جذر جذر
روحك.

لقد ولدت من أشعة جلالة الله
عندما كانت النجوم في مكانها الكامل.
إلى متى ستعاني من ضربات
اليد المعدومة؟
فهلم، عد إلى جذر جذر
روحك.

أنت ياقوت مغطى بالجرانيت.
إلى متى سوف تخدعنا بالاستعراض الخارجي؟
يا صديقي، يمكننا أن نرى الحقيقة في عينيك!
فهلم، عد إلى جذر جذر
روحك.

بعد لحظة واحدة مع هذا الصديق المجيد
تصبح محبًا، مشعًا، ومنتشيًا.
وتكون عينيك حلوة ومليئة بالنار.
فهلم، عد إلى جذر جذر
روحك.

شمس تبريز، ملك الحانة
سلمك كأس الأبدية،
والله بكل مجده يسكب النبيذ.
فهلم! اشرب!
عد إلى جذر جذر
روحك.

روح الأرواح، حياة الحيوات - أنت.
ترى ما لا يرى، تتحرك وتسكن - أنت ذلك.
الطريق الذي يؤدي إلى المدينة لا نهائي؛
اذهب دون رأس وقدمين
وسوف تكون هناك بالفعل.

وما الذي يمكن أن تكونه غير ذلك؟ - أنت ذلك ".


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 





هناك شمعة في قلبك



هناك شمعة في قلبك،
جاهزة لتتقد.
هناك فراغ في روحك،
جاهز ليملأ.
تحسه أليس كذلك؟
تحس ببعدك
عن المحبوب.
ادعوه ليملئك،
احتضن النار.
ذكر أولئك الذين قالوا خلاف ذلك
أن الحب
يأتيك من تلقاء نفسه،
والتوق إليه ليس بالإمكان تعلمه
في أي مدرسة.




من :"أصمت لا تقل شيئًا لله: القصائد العاطفية للرومي"



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



همسة واحدة من المحبوب


يتبادل العشاق مرسومًا مقدسًا -
لبلوغ المحبوب.
يلتفون رأسًا على عقب،
مندفعين نحو الجميل
مثل سيل من الماء.

في الحقيقة، الجميع هم ظل المحبوب -
سعينا سعيه،
كلماتنا كلماته،

أحيانًا نتدفق نحو المحبوب
مثل سيل راقص.
أحيانًا نظل مياه
معقودة في إبريقه.
أحيانًا نغلي في وعاء
ونتحول إلى بخار -
هذه وظيفة المحبوب.

إنه يتنفس في أذني
حتى تؤخذ روحي
في عطره.
هو روح روحي -
كيف يمكنني الهرب؟
ولمَّ قد تريد أي روح في هذا العالم
أن تهرب من المحبوب؟

قد يذيب كبرياءك
يجعلك رقيقًا مثل خصلات الشعر،
ومع ذلك لا تستبدل، حتى لأجل كلا العالمين،
خصلة من شعره.

نبحث عنه هنا وهناك
بينما ننظر إليه مباشرة.
جالسين إلى جانبه نسأل،
"آه يا المحبوب، أين المحبوب؟"

كفى مثل هذه الأسئلة! -
دع الصمت يأخذك إلى جوهر الحياة.

كل ما تبذله من كلام لا قيمة له
بالمقارنة مع همسة واحدة
من المحبوب.




No comments:

Post a Comment