ترجمة: سماح جعفر
صباح الخير،
لن أكون متواجدًا حين تقرأون هذه الرسالة. لا تغضبوا مني. أعلم أن بعضكم اهتموا لأمري بحق، أحبوني وعاملوُني بشكل جيد جدًا. ليس لدي شكاوى حول أي منكم. كانت متاعبي دومًا ذاتية. أحس أن فَجوَة تنمو بين روحي وجسدي. أحس بأنني صرت غُولًا. لطالما وددت أن أصبح كاتبًا. كاتبًا علميًا، مثل كارل ساغان. في النهاية، هذه هي الرسالة الوحيدة التي سأكتبها.
لطالما وددت أن أصبح كاتبًا. كاتبًا علميًا، مثل كارل ساغان.
أحببت العلوم، النجوم، الطبيعة ومن ثم أحببت الناس، دون أن أدرك أن الناس قد اِنفصلوا منذ القدم عن الطبيعة. مشاعرنا نصف عمر. محبتنا مركبة. معتقداتنا ملونة. أصالتنا تقيم عبر فن زائِف. صار من الصعب جدًا أن نحب دون أن نُجَرَح.
قُلصت قيمة الإنسان إلى هويته المباشرة وأقرب احتمالاته. في تصويت. رقم. شيء. لم يعامل الإنسان قط كعقل. كشيء مجيد معدٍ من غبار النجوم. في كل مجال، في الدراسة، في الشارع، في السياسة، وحتى في العيش والموت.
لأول مرة أكتب مثل هذه الرسالة. إنها مرتي الأول في كتابة رسالة أخيرة. سامحوني لو أنني بدوت غير منطقي.
ميلادي هو حادثتي الفَتّاكة. لن أستطيع التعافي أبدًا من طفولتي الوحدوية. ذاك الطفل من صباي، الذي لم يتم تقديره قط.
ربما أخطأت في فهمي للعالم طوال الوقت. في فهمي للحب، الألم، الحياة والموت. لم يكن هناك إلحاح. لكنني كنت مستعجلًا دائمًا. يائسًا لبدء الحياة. بالنسبة لبعض الناس فإن الحياة نفسها لعنة. ميلادي هو حادثتي الفَتّاكة. لن أستطيع التعافي أبدًا من طفولتي الوحدوية. ذاك الطفل من صباي، الذي لم يتم تقديره قط.
خلال هذه اللحظة، لا أتألم. لست حزينًا. أنني خاوٍ فحسب. لا آبه لنفسي. هذا مُشجٍ. ولهذا سوف أقوم بهذا الأمر.
قد يصفني الناس بأنني جبان. وأناني، أو غبي حالما أرحل. لست منزعجًا بشأن ما يصفونني به. أنا لا أؤمن بقصص ما بعد الموت أو الأشباح أو الأرواح. إذا كان هناك أي شيء أؤمن به قط، فأنا أؤمن بأنني أستطيع السفر إلى النجوم. ومعرفة عن العوالم الأخرى.
إذا كنت أنت، الذي تقرأ هذه الرسالة، بإمكانك فعل أي شيء من أجلي، فإني مُسَتَحِقٌ لراتب سبعة أشهر من زمالتي، أي سبعمائة وخمسين ألف روبية. يرجى التأكد من أن تحصل عائلتي على هذا المبلغ. يجب أن أعيد حوالي أربعين ألفًا لرامجي. لم يطالب بها قط. ولكن يرجى دفعها له.
فلتكن جنازتي صامتة وسلسة. تصرفوا كأني أتيت فجأة ومضيت. لا تذرفوا الدموع لأجلي. اعلموا أنني أسعد ميتًا مما كنت عليه حيًا.
"من الظلال إلى النجوم".
الأم آنا، آسف لاستخدام غرفتك للقيام بهذا الأمر.
لزملائي في رابطة طلاب أمبيدكار، معذرة لخذلاني لكم. لقد أحببتموني للغاية. أتمنى لكم الأفضل في المستقبل.
للمرة الأخيرة،
ليحيا بيم[1]
نسيت أن أقوم بالشَكلِيّات اللازمة. لا أحد مسؤول عن انتحاري.
لم يحرضني أحدٌ بالقول أو الفعل لأقوم بهذا الأمر.
هذا قراري وأنا مسؤول عنه.
لا تزعجوا أصدقائي أو أعدائي بهذا الأمر بعد رحيلي.
[1] بيمراو رامجي أمبيدكار (14 أبريل 1891 - 6 ديسمبر 1956)، المعروف باسم بابا ساهب أمبيدكار، كان رجل قانون هندي، اقتصادي، سياسي ومصلح اجتماعي ألهم حركة داليت البوذية، ودعم حقوق المرأة والعمل. كان أول وزير مستقل للقانون والعدالة في الهند، وهو المهندس الرئيسي لدستور الهند، وأب مؤسس لجمهورية الهند.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ