ترجمة: سماح جعفر
طوال الليل أسمع ضجيج مياه تنشج. طوال الليل أصنع ليلًا داخلي، أصنع اليوم الذي يبدأ لأجلي، الذي ينشج لأن النهار يتلَاشى مثل الماء خِلالَ الليل.
طوال الليل أسمع صوت شخص ينشُدني. طوال الليل تتخلى عني ببطء مثل المياه التي تجهش متساقطة. طوال الليل، أكتب رسائل نُورِيّة، رسائل مطر، وطوال الليل يبحث شخص عني وأبحث عن شخص ما.
ضجيج الخطوات في الدائرة بالقرب من هذا الضوء الغَضُوب تولد من أرقي. خطوات شخص لم يعد يتلوّى، لم يعد يكتب. طوال الليل يتراجع شخص ما، ثم يعبر دائرة الضوء المُوجِع.
طوال الليل أغرق في عينيك فتصبح عيني. طوال الليل أدفع نفسي نحو ذلك المستحلّ في دائرة صمتي. طوال الليل أرى شيئًا يتمَايل تجاه نظري، شيئًا رطبًا، مفتعلًا لصمت يطلق صوت شخص ينشج.
ينفجر الغياب رماديًا ويمضي الليل مُتَكَثّفًا. الليل، ظل جفون الموتى، الليل اللَزِق، الذي يزفر الزيت الأسود ويدفعني للأمام ويدفعني للبحث عن فضاء فارغ دون دفء، دون برودة. طوال الليل أهرب من شخص ما. أقود المطاردة، أقود الشُرُود. أغني أغنية رِثاء. طيور سوداء فوق أكفان سوداء. عقلي ينشج. ريح مَخبُولة. أترك اليد المتوترة والمجهدة، لا أريد أن أعرف أي شيء سوى هذا النحيب الأبَدِيّ، ضَجّة الليل، هذا التَلَكّؤ، هذا القُبح، هذا السعي، هذا العَدَم.
طوال الليل أرى التخَلي أنا، صوت النشيج الوَحدانِيّ أنا. يمكننا البحث بالفوانيس، عبور كذبة الظل. يمكننا أن نشعر بهَدّة القلب في الفخذ والمياه تهَدَأ في الموقع القديم للقلب.
طوال الليل أسألك لمَ. طوال الليل تقول لا.
No comments:
Post a Comment