Tuesday, August 11, 2020

أنا أبترك؛ فريدا كاهلو

ترجمة: سماح جعفر
 


ميكسيكو،
1953

عزيزي السيد دييغو،

أكتب هذه الرسالة من غرفة مشفى قبل أن أدخل غرفة الجراحة. يريدونني أن أسرع، ولكنني مصممة على إنهاء الكتابة أولًا، لأنني لا أريد ترك أي شيء معلق. خاصة وأنا أدرك الآن ما يخططون له. يريدون جرح كبريائي ببتر ساقي. عندما أخبروني أنه يتوجب بترها، لم أتلق الخبر كما توقع الجميع. لا، فقد كنت امرأة مشوّهة لحظة فقدتك، مجددًا، للمرة الألف، ولكنني نجوت.

أنا لا أخاف الألم وأنت تعرف. لأنه جوهريٌّ في وجودي تقريبًا، مع ذلك أعترف أنني عانيت، بشكل متعاظم عندما خنتني، في كل مرة فعلت ذلك، ليس مع أختي فقط ولكن مع العديد من النساء الأخريات. كيف انخدعن بك؟ أنت تظن أنني غضبت بسبب كريستينا، لكنني أعترف اليوم أن ذلك لم يكن بسببها. كان بسببي وبسببك. أولًا بسببي، بما أنني لم أتمكن أبدًا من فهم ما بحثت عنه وما تبحث عنه، وما الذي يقدمنه لك ولم أستطع تقديمه. دعنا لا نخدع أنفسنا دييغو، لقد أعطيتك كل ما يمكن تقديمه إنسانيًا وكلانا يعرف ذلك. لكن مع ذلك، كيف تمكنت من إغواء الكثير من النساء بينما أنت قبيح ابن قحبة؟

لا أكتب لك لأتهمك بشيء أكثر من الاتهامات التي وجهناها لبعضنا خلال هذه الحياة اللعينة ومختلف الحيوات اللعينة الأخرى. بل لأنهم سيبترون ساقي (لقد تحقق ما أرادته ساقي). لقد أخبرتك أنني كنت اعتبر نفسي ناقِصَة لوقت طويل، ولكن لم على الجميع أن يعرفوا ذلك أيضًا؟ سوف يصبح تجزؤي الآن واضحًا ليراه الجميع، لتراه أنت ... لهذا أخبرك قبل أن تسمع الإشاعات. سامحني لأنني لم آت إلى منزلك وأخبرك بالأمر بشكل شخصي، ولكن نظرًا للظروف ولحالتي لا يسمح لي بمغادرة الغرفة، ولا استخدام الحمام حتى. ليست نيتي أن أجعلك تشفق عليَّ أنت أو من سواك، ولا أريدك أن تحس بالذنب. أكتب لأعلمك أنني سأطلق سراحك، سأبترك. كن سعيدًا ولا تبحث عني مجددًا. لا أريد أن أسمع منك، ولا أريدك أن تسمع مني. لو كان هناك ما سيسعدني قبل موتي فهو أن لا أرى وجهك اللعين البشع ابن الحرام يتجول في حديقتي مرة أخرى أبدًا.

هذا كل شيء، يمكنني المضي الآن ليتم تقطيعي في سلام.

الوداع من شخص يحبك بجنون وإتقاد،

فريداك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما التحقت فريدا كاهلو بالحزب الشيوعي المكسيكي في عام 1927، التقت لأول مرة بدييغو ريفيرا، زميلها الفنان الذي يكبرها بـ 21 عامًا والذي سرعان ما أصبح معلمها وزوجها. كانت حياة كاهلو حتى ذلك الوقت صراعًا بسبب شلل الأطفال عندما كانت طفلة وحادث مروري خطير كشخص بالغ، أدى الأخير إلى مشاكل طوال حياتها البالغة، لكنها تخطت الأمر بفضل حبها للفن. كشخص بالغ، تفردت، وأصبحت واحدة من أكثر الرسامين إثارة للإعجاب في العالم، وحظي ريفيرا بالاحتفاء بالمثل. كان زواجهما مشهورًا وغير متوقع. في عام 1953، قبل عام من وفاتها، تم بتر إحدى ساقي كاهلو بسبب الغرغرينا. وبينما كانت تنتظر إجراء العملية، كتبت إلى ريفيرا الرسالة التالية.
(يمكن العثور على هذه الرسالة في Letters of Note: الموقع الذي يضم مجموعة من الرسائل الأكثر إمتاعًا وإلهامًا وقوة في العالم. صورة كاهلو التقطها والدها عام 1932).






2 comments: