Friday, February 3, 2017

أناييس نن تتذوق الحياة مرتين

ترجمة: سماح جعفر





 [لو فيسين]
[11 يونيو 1932م]


هنري،
أشياء نسيت أخبارك بها: 

القنا آلة تشبه الناي ويستخدمها هنود أمريكا الجنوبية، وهي مصنوعة من عظام آدمية. وتعود جذورها إلى شخصٍ هندي كان يُقدس محبوبته، وعندما ماتت صنع نايًا من إحدى عظامها. وتملك تلك الآلة صوتًا نافذًا واستثنائيًا أكثر من الناي العادي.

أنني أحبك، وعندما استيقظ كل صباح استخدم ذكائي لاكتشاف المزيد من الطرق لتقديرك.

وأنه عندما تأتي جون فسوف تُحبك أكثر لأنني أحببتك.

أنني أحبك.
أنني أحبك.
أنني أحبك.

لقد أصبحت بلهاء مثل غيرترود شتاين. هذا ما يفعله الحب بالمرأة الذكية. يجعلها غير قادرة على كتابة الرسائل بعد الآن. 

أناييس

ــــــــــــــــــــــ


[لو فيسين]
[23 مايو 1933]

هنري، عندما قالت جون أنك أناني جدًا لم أصدق الأمر قط. اليوم صدمتنى بعمق. كنت أعرف دائمًا أنك تحبني فقط بسبب ما بإمكاني أن أقدمه لك، وقد كنت على استعداد لفهم وقبول هذا لأنك كنت فنانًا. لقد خلقت لأجلك كل الأعذار. لم أكن أتوقع منك أن تكون إنسانيًا طوال العمر، ولا لسبعة أيام في الأسبوع حتى. لكن تحقيق ذلك ليوم واحد في الأسبوع، أو ليوم بعد كل عشرة أيام لم يبدو أمرًا مستحيلًا. منذ أن تركتني يوم الاثنين عاد هيو، أدركت أنك لم تهتم مطلقًا بما حدث. غادرت على الفور لتنسى كل شيء. وكتبت لي: أشعر بلا مبالة شديدة. أنا لم أمانع كل ذلك. وأنت تقبلت رغبتي في تركك حرًا، حرًا من كل شيء. ولكن حالما حررتك من كل القلق، عدت إلي حياتك المستغرقة في الذاتية. ولقد أدركت ذلك الآن.

يوم الجمعة قلت لنفسي: لن أسمح لهنري بالمجيء. إنه يحبني بأنانية، ولأجل الأشياء الجيدة فقط. إنه لا يهتم بي حقًا. واليوم أثبتَ ذلك. لقد شعرتَ بشعورٍ جيدٍ، بالصحة وبراحة البال. ولم تهتم بحياتي. رأيتني بعد عشرة أيام وكنت باردًا. لم تعانقني حتى. لم تأتِ إلى المنزل لتلاطفني، بعد أن قدمت لي قسوتك. والحقيقة هي أنك سعيدٌ تمامًا في كليشي. أعرف أنك سوف تستمر في نشد أمانك، واستقلالك. ولكن هذا كل شيء، هنري. لأن كل ما تبقى ميت. لقد قتلته.

أناييس








No comments:

Post a Comment