Tuesday, January 6, 2015

أيوتزينابا*؛ دافيد هويرتا

ترجمة: سماح جعفر




                                                                             

لقد قضمنا الظل
وفي الظل
ظهر الموتى
مثل شموع وفاكهة
مثل كؤوس من دم
مثل حجارة الهاوية
مثل أغصان وبراعم
لأحشاء طعمها حلو.


الموتى لهم أيدٍ
منقوعة في العذاب
ورؤوس مثنية
في كفن الريح
الموتى يحملون معهم
ألمًا نهمًا.


هذه بلد القبور الجماعية
أيها السيدات والسادة
هذه بلد العواء
بلد الأطفال المشتعلين
بلد النساء المعذبات
البلد التي أمس بالكاد كانت موجودة
والآن لا تعرف ما تبقى لها.


نحن ضالون في عاصفة
من الكبريت الملعون
والحرائق المدمرة
عيوننا مفتوحة
ومتخمة
بالزجاج المدبب.


نحاول أن نقدم
أيادي الأحياء منا
للموتى والمفقودين
لكنهم ينجرفون بعيدًا، ويهجروننا
وعلى وجههم تظهر الهجرة الأبدية.


الخبز يحترق
الوجوه تحترق وتُنتزع
منها الحياة دون أيدٍ
أو وجوه
أو بلد.


ليس هناك سوى اهتزاز
كث بالدموع
عواء طويل
حيث نحن الموتى
ونحن الأحياء
أصبحنا واحدًا.


كل من يقرأ هذا يجب أن يعرف
أنهم ألقوا في بحر من دخان
المدن
كعلامة على الروح المنكسرة.


كل من يقرأ هذا يجب أن يعرف أيضًا
أنه على الرغم من كل شيء
الموتى لم يغادروا
ولم يخفيهم أحد.


إن سحر الموتى
يعيش في الفجر والملعقة
في خطواتنا وحقول الذرة
في الرسومات والنهر.


دعونا نقدم لهذا السحر
الفضة الصلبة
للنسيم.



دعونا نسلم للموتى
لموتانا الشباب
خبز السماء
سنبلة الماء
روعة كل الأحزان
حليب لعنتنا
نسيان العالم
والذاكرة المحطمة
لكل الأحياء.


من الأفضل أن نصمت الآن
أحبائي
لنفتح أيدينا وعقولنا
حتى نلتقط من الأرض الملعونة
القلوب المقطعة
قلوب كل من لا يزال
وقلوب جميع
من كان ولم يعد.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* في 26 سبتمبر عام 2014، فُقِد 43 طالبًا من كلية راؤول إيسيدرو للمعلمين الريفية في بورغوس، أيوتزينابا في إغوالا، غيريرو، المكسيك. ووفقًا لتقارير رسمية، فقد كانوا قد سافروا إلى إغوالا ذلك اليوم لتنظيم احتجاج ضد ما اعتبروه ممارسات تمييزية في التوظيف والتمويل من جانب الحكومة المكسيكية. أثناء الرحلة اعترضتهم الشرطة المحلية وتلا ذلك حدوث مواجهة. لا تزال تفاصيل ما حدث أثناء وبعد الصدام غير واضحة، ولكن خلص التحقيق الرسمي أنه بمجرد أن تم احتجازهم تم تسليمهم إلى إتحاد الغويريروز وهي كارتيل محلي، ومن ثم تم قتلهم. تعتقد السلطات المكسيكية أن عمدة إغوالا، خوسيه لويس فيلاسكيز آباركا، وزوجته ماريا دي لوس أنغليس بينيدا فيلا هما العقل المدبر المحتمل لعملية الاختطاف. كلاهما فرا بعد الحادث، إلى جانب قائد شرطة المدينة، فيليب فلوريس فيلاسكيز. وألقي القبض على الزوجين في وقت لاحق في مكسيكو سيتي. أدت الأحداث أيضًا إلى هجمات على مبان حكومية، واستقالة محافظ غيريرو، أنخيل أغيري ريفيرو، ولمواجهات واحتجاجات على مستوى الولاية. سرعان ما أصبح الخطف الجماعي للطلاب واحدًا من أكبر فضائح الأمن السياسي التي واجهها الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو خلال إدارته. وأدى ذلك إلى احتجاجات وطنية، لا سيما في ولاية غيريرو ومكسيكو سيتي، وإدانة دولية.

في 7 نوفمبر، عقد المدعي العام بالمكسيك جيسيوس موريللو كرم مؤتمرا صحفيًا أعلن فيه أن العديد من الأكياس البلاستيكية التي تحتوي على بقايا بشرية، ربما لهؤلاء الطلاب الذين هم في عداد المفقودين، تم العثور عليها في نهر في كوكيولا، غيريرو. وقال أن 74 من المشتبه بهم قد اعتقلوا، بمن فيهم أعضاء إتحاد الغويريروز الذين اعترفوا بقتل الطلبة والتخلص من رفاتهم. والتحقيقات مازالت جارية لتحديد هوية أصحابها. 







No comments:

Post a Comment