Wednesday, May 21, 2014

هدايا العشاق؛ رابندراناث طاغور

ترجمة: سماح جعفر


هدايا العشاق (2): تعال إلى حديقتي ماشيًا 

تعال إلى حديقتي ماشيًا حبيبي. أعبر بجانب الزهور الغيورة

التي تضغط نفسها أمام نظرتك. أعبرهم، وقف عند فرحة سانحة،

تنير مثل غروب مفاجئ، ولكنها تستعصي.

هدايا العشاق خجولة، لا تخبر اسمها قط، ترفرف

عبر الظل، ناشرة قشعريرة فرح على طول الغبار.

أدركها أو فوتها للأبد. لكن الهدية التي يمكن

اغتنامها هي بالكاد زهرة نحيلة، أو مصباح مع لهب

سوف يومض.

  

هدايا العشاق (3): قريب من قلبي 

قريب من قلبي كما مروج الزهور للأرض؛ حلو لي

كما النوم للأطراف المتعبة. حبي له هو حياتي

يتدفق في امتلاءه، مثل النهر في خريف الفيضانات،

يجري بتخلي هادئ. أغنياتي واحدة مع حبيبي،

مثل دندنة من الدفق، تتغنى مع كل أمواجه وتياراته.

 

هدايا العشاق (4): تعب من الانتظار 

تعبين من الانتظار، فجرتم قيودكم، أزهاركم العجولة،

قبيل رحيل الشتاء. لمحات من القادمين غير المرئيين

وصلت إلى نظرتكم

المتجهة إلى قارعة الطريق، هرعتم راكضين ولاهثين،

نحو الياسمين المتسرع،

قوات من الورود المشاغبة.

كنتم أول من سار نحو فجوة الموت،

صخبكم اللوني والعطري أربك الهواء.

ضحكتم

تضاغطتم ودفعتم بعضكم البعض، عريتم صدوركم

وتساقطتم في أكوام.

سوف يأتي الصيف في موعده، مبحرًا في فيضانات

رياح الجنوب. لكنكم أبدًا لن تحسبوا اللحظات البطيئة

لتكونوا متأكدين منه.

بل بتهور ستقضون كليتكم في الطريق، في الفرحة الرهيبة للإيمان.

تسمعون خطواته من البعيد، وتفتحون عباءة الموت خاصتكم

لكي يخطو عليها.

تتكسر قيودكم حتى قبل ظهور المنقذ،

تجعلونه حرثكم الخاص

حتى أن بإمكانه أن يأتي ويطالب بكم.

  

هدايا العشاق (5): في بداية الوقت 

في بداية الوقت، ارتفعت من تماوج

حلم الآلهة امرأتان. إحداهما راقصة بلاط الجنة،

رغبة الرجال، التي تضحك وتقتلع عقول الحكماء من تأملاتهم

والأغبياء من فراغهم؛

وتنثرهم مثل بذور بيديها المهملتين في رياح مارس المفرطة،

وفي الجنون الزهري لمايو.

الأخرى هي ملكة السماء المتوجة، الأم،

تجلس على عرش امتلاء الخريف الذهبي؛ هي التي خلال وقت الحصاد

تجلب القلوب الشاردة إلى حلاوة الابتسام كالدموع،

الجمال العميق كبحر الصمت،

تجلبهم إلى معبد المجهول،

في اللقاء المقدس بين الحياة والموت.

 

هدايا العشاق (6): الأمسية كانت وحيدة 

الأمسية كانت وحيدة، وكنت أقرأ كتابًا حتى جف قلبي،

يبدو لي أن الجمال هو شيء صنعه التجار في كلمات.

متعبًا أقفلت الكتاب وأطفئت الشمعة.

في لحظة كانت الغرفة مملؤة بضوء القمر.

يا روح الجمال، كيف لك، وأنت التي تضيئين حواف السماء،

أن تقفي متخفية خلف لهب شمعة صغيرة؟

كيف يمكن لكلمات جوفاء من كتاب أن ترتفع كالضباب،

وتحجبك، أنتِ التي أسكت صوتها قلب الأرض وحوله لهدوء فائق؟

  

هدايا العشاق (7): الأشياء تحشد وتضحك 

الأشياء تحتشد وتضحك عاليًا في السماء؛

الرمال والغبار ترقص وتدور كالأطفال.

عقل الرجل يثار بصيحاتهم؛

أفكاره تتقدم لتصبح رفيقة لعب الأشياء.

أحلامنا، تنجرف في تيار الغموض،

تمد أطرافها لتقبض الأرض،

مجهودها يتصلب إلى طوب وحجارة،

هكذا تبنى مدينة الرجال.

أصوات تأتي محتشدة من الماضي،

تسعى نحو إجابات من اللحظات المعاشة.

ضربات من أجنحتها تملأ الهواء بظلال راعشة،

والأفكار الأرقة في أذهاننا تغادر أعشاشها

لتأخذ رحلة عبر صحراء العتمة،

في العطش العاطفي للأشكال.

إنهم حجاج بلا أطراف، يبحثون عن شاطئ النور،

ليجدوا أنفسهم في الأشياء.

سوف يستدرجون إلى قوافي الشعراء

سوف يتم إيواؤهم في أبراج المدينة التي لم يخطط لها بعد،

سوف يطالبون بأذرع من ميادين المعارك المستقبلية،

سيسمح لهم بإمساك أيدي بعضهم في فتنة السلام القادمة.


No comments:

Post a Comment