Saturday, June 13, 2020

لا شيء يحدُث، لم يحدُث شيء قط؛ رن هانغ

ترجمة: سماح جعفر





2015.08.06

أرفع رأسي
أخفضه.

أحيانًا لا تبدو الشمس
وكأنها الشمس
ورغم ذلك تصرّ على أن تشرق أمامي.

أحيانًا لا يبدو الطريق
وكأنه الطريق أيضًا
ولا زال يحاول صدّي.








2015.08.17

كلما انتظرت المترو تساورني رغبة بالقفز على قضبانه.










2015.09.24

في إحدى الليالي، وصلت إلى المنزل، استلقيت على السرير، وصارت الغرفة بأكملها زنزانة. تسلل ضوء القمر خلال النوافذ وألقى بظلاله الشبكية على الجدران. لم أستطع أن أفهم بحقّ - كيف سجنتُ نفسي في زنزانة؟ فجأة شعرت أنه في كل مرة أغادر المنزل، يكون ذلك بمثابة انفجار. أخشى دائمًا أن أخرج، لكن بمجرد أن أقرر فعلها، أسعى للتصرف بشكل جيد. لا أظهر مرضي أمام أصدقائي؛ حتى لو حاولت مشاعر التوتر، القلق، نوبات الذعر أو الإرهاق دفع نفسها خارجي بشكل غير متوقع - فقد أعددت بروتوكولات مختلفة في رأسي للتعامل معها.

بغض النظر عن مدى حذري ويقظتي، لا زال هناك أوقات تطلق مشاعري نفسها دون سابق إنذار. أشاهد أصدقائي وهم يؤججون ساحة الرقص فجأة، وأخشى أنه لم يعد بإمكاني الاستمرار. أنا دائمًا مفسدٌ للبهجة، وأخاف أن يرى أصدقائي تلك الحقيقة – يا نرجسيتي - كم أتمنى لو كنت قادرًا على الاهتمام أكثر بكل ما يجري حولي، لكن في تلك اللحظات، حين يكون الجو أكثر إمتاعًا انغلق أكثر على ذاتي؛ كما لو أن الأضواء لا تصلني، كما لو أنها لا يمكن أن تبهجني. أقف وحيدًا في نعش منتصب. لا تبدو الموسيقى التي يسمعونها وكأنها ذات الموسيقى التي أسمعها، لمَ أسمع موسيقى حزينة؟ تبدو كل أغنية كترنيمة جنائزية. أقول لنفسي لا بد وأنيّ سكران جدًا، أو نعس جدًا.

تسللت إلى المرحاض لأبكي.

بعد مرور بعض الوقت، بدأ الأشخاص الذين ينتظرون خارج الحمام بقرع الباب. كنت أرد دون أن أعرف ما أقوله. عندما توقف القرع، هدأت قليلًا. أخفضت رأسي لألقي نظرة على المرحاض، شعرت وكأنني أجلس على فوهة بئر. شخص ما في قاع البئر يستمر بمناداتي. في البداية كان شخصًا واحدًا، ولكن بعدها احتشدت الجوقة، أو ربما كان ذلك تأثير الصدى، في تلك اللحظة، لم أرغب بشيء سوى غمر رأسي هناك. هناك هوّات في كل مكان. لا يمكن لأي شخص أن يستوعب بحَقّ ألم شخص آخر، وبالتالي لا يستطيع أحد توفير السُلْوان الحقيقي.

أستيقظ كل صباح وأنا أتساءل لمَ لا زلت حيًا. أحمل هذا السؤال معي بينما أواصل العيش، وليس لأنني أتوقع إجابة.





* الصور المرفقة من أعمال رن هانغ







No comments:

Post a Comment