مُجددًا، يُحقق شخص
ما سقوطه الأول في جسدين، في عينين أو أربع أعينٍ خضراء أو ثماني أعينٍ إذا
احتسبنا تلك التي وُلِدت في المرآة (في منتصف الليل، في الخوف الأنقى، في
الفِقْدان)، لم تستطع تَبَيُن صوت صمتك الرَتِيب، رؤية الرسائل الأرضية المُخربشة
في منتصف حالة الجنون، حين يكون الجسد زجاجًا نشربُ من ذواتنا ومن الأخر ماءً
مُتَعَذّرًا.
تَسكُب الرغبة دون
مبررٍ خمرًا على روحي. ماذا يمكن أن يهب وعد العيون لعطشي الظَمِئَ؟ أتحدث
عن شيء خارج العالم. أتحدث عن شخص سَرِيرتُهُ بمكان آخر.
لقد كنت عارية في
ذكرى الليلة البيضاء. كنت سكرانة وسافدتُ مُحبي ككلب مسعور.
أحيانًا نتكَبدُ
الكثير من الحقيقة في فضاء ليلة واحدة. نتعرى، نحِسُ بالذعر. ندرك أن
المرآة تبدو وكأنها ساعة، المرآة التي ستسيلُ منها صرختك، تمزقك.
تفتحُ الليلة نفسها
مرة فقط. وهذا كافٍ. ترى. رأيت. خوف أن نكون اثنين في المرآة،
وفجأة نصير أربعة. نبكي، نئن، خوفي، أن فرحتي أكثر فظاعة من خوفي، كلمات
أَحشائي، كلماتي مفاتيح تحبسني في المرآة، معك، ووحيدة للأبد. أدرك جيدًا
مما صنعت الليلة. لقد سقطنا تمامًا في فكٍاكٍ لم ترجو هذه التضحية، هذه
الإدانة من عيني التي رأتها. أتحدث عن اكتشاف: أحسست بأناي في المسافدة،
وبالمسافدة في أناي. أتحدث عن دفن الخوف اليومي لتَدَبّر الخوف من
برهة. الفِقْدان الأنقى. لكن من سيقول: لم تعد تبكي ليلًا؟ لأن الجنون
كذبة أيضًا. كما الليل. كما الموت.
No comments:
Post a Comment