ترجمة: سماح جعفر
11 يونيو 1852م
ليس
بِبالي فكرةٌ خلال هذه الظهيرة الحُزيرانية سواكِ يا سوزي، ولا أمنية سوى أمنيتي لكِ
حبيبتي سوزي. أتمنى أن تجتمع يدَانا كما اجتمع قلبَانا، أن نتجول مثل الأطفال، بين
الغابة والحقول، وننسى كل هذه السنوات والهموم النائحة، أن نعود طفلتين مرة أخرى -
لَيْتَنا يا سوزي! لكن حين أنظر حولِي وأجِدُني وحيدة، أتنهد لأجلكِ مرة أخرى؛ تنهيدة
غَيضة، تنهيدة حَيْرَى، لن تُعيدكِ إلى المنزل.
أحتاجكِ
أكثر وأكثر، بينما يتَعاظَمُ العالم الضخم أكثر، ويصبح الأحباء أقل وأقل؛ في كل
يوم تكونين بعيدة - أفتقد قلبي الأكبر؛ وتهيمُ روحي لتُنادي سوزي - الأصدقاء
عزيزون جدًا على أن يفصلوا، أه وكم هم قليلون، وعما قريبٍ سيذهبون ولن نجدهم حتى
لو بحثنا، لا تدعينا ننسى هذه الأشياء، لأن تذكرها الآن سيوفر علينا الكثير من
الألم عندما يفوت الأوان على حبها! سامحيني يا حبيبتي سوزي على كل كلمة أقولها -
لأن قلبي مليءٌ بكِ، لا شيء سواكِ في أفكاري، ولكن حين أسعى لأن أقول لكِ شيئًا ليس للعالم، فإن الكلمات تخذلُني. لو كنتِ هنا - أه يا سوزي وأنتِ كذلك بالفعل، لن
نحتاج إلى التحدث على الإطلاق، ستهمسُ أعيُننا لنا، وتندفع يدكِ في يدي، لن نسأل عن لُغة - أنا الآن أحاول جلبك أقرب، وأُلاحقُ الأسابيع حتى ترحل تمامًا، وأتخيلُ رجوعكِ،
وأنا في طريقي عبر الممر الأخضر لرؤيتكِ، وقلبي يَهرع، بحيث يتوجب عليَّ إحداثُ
ضجةٍ لإعادته مرة أخرى، لأعلمهُ الصبر، حتى تعود عزيزتي سوزي. ثلاثة أسابيع - لا
يمكن لها أن تدوم للأبد، بالتأكيد يجب عليها المُضي مع إخوتها وأخواتها الصغار
إلى منزلهِا البعيد في الغرب!
سيزدادُ
جزعي أكثر وأكثر حتى يحل ذلك اليوم الحَبِيب، لأنني حتى اللحظة كُنت أفتقدكِ فقط؛
لكنني الآن بدأت أتمناكِ.
عزيزتي
سوزي، لقد حاولتُ جاهدة أن أفكر في شيء قد تحبينه لأرسِلهُ لكِ - أخيرًا رأيت
بنفسجاتي الصغيرة، وتوسلتني أن أسمح لها بالرحيل، لذلك ها هي - وقد أرفقت معها قليلًا من العشب، الذي توسلّ أيضًا لمرافقتها - إنها صغيرة يا سوزي، وأخشى أنها لا تحمل رحيقًا بعدّ، لكنها ستحدثك عن قلوبٍ دافئةٍ في المنزل، وعن شيء مُخلِصٍ "لا يغفو ولا ينامُ أبدًا"- احتفظي بها تحت وسادتكِ يا
سوزي، سوف تجعلك تحلمينّ بالسماوات والمنزل، و"النادِمة الممنوحة!"
سنلتقي بـ "إدوارد" و "إلين ميدلتون" عندما تعودين إلى المنزل
- يجب علينا أن نكتشِف ما إذا كانت بعض الأشياء حول هذه المسألة صحيحة، وإذا كانت
كذلك، فما الذي سيحل بنا!
لن تدعي أحدًا يراها يا سوزي أليس كذلك؟
لماذا
لا أستطيع أن أكون متحدثة مؤتمر حزب اليمين العظيم؟ - ألستُ أعرف كل شيء عن دانيال
ويبستر، الرسوم الجمركية والقانون؟ حينها سأتمكن من رؤيتكِ يا سوزي، خلال فترة
توقف الجلسة - لكنني لا أحب هذه البلد مطلقًا، ولن أستطيع البقاء هناك أكثر!
"لتُدمر" أمريكا، ماساتشوستس وكل شيء!
___________________________________________________________
لم يكتشف الإرث
الشعري لإيميلي ديكنسون ويلاقي تقديرًا من العائلة والأصدقاء إلى بعد وفاتها في
عام 1886م، كثيرون منهم لم يلمحوا موهبتها في العديد من الرسائل الشعرية التي
كتبتها. لكنها وجدت جمهوراً أوسع في عام 1890م مع نشر مُجلدٍ لأعمالها؛ تبعته
مجموعة من رسائلها في عام 1894م. مراسلتها الأكثر تكرارًا، كانت لسيدة يعتقد الآن
أنها كانت مصدر إلهام لكثير من كتابتها العاطفية، صديقتها الحميمة (والتي أصبحت
منذ عام 1856 أخت زوجها) سوزان هنتنغتون غيلبرت، السيدة التي تلقت بعض الرسائل
الرومانسية التي لا يمكن إنكارها من الشاعرة، والتي ولدت قوتها تكهناتٍ حول
علاقتهما حتى يومنا هذا.
No comments:
Post a Comment