Thursday, October 10, 2019

السقوط في اللاَّمتناهي؛ رن هانغ

ترجمة: سماح جعفر 






2016.05.04

حالما أجلس لا أستطيع الوقوف، أجلس على السرير، الأريكة، الحمام، الدرّج - بالكاد أجلس - لا أستطيع أن أجزم ما إذا كنت سعيدًا أم لا، حزينًا أم لا، بينما أفاوض نفسي داخليًا. ذلك التفاوض معنيٌ بما إذا كان يجب عليّ الوقوف أم الاستلقاء.

في كثير من الأحيان، ينتهي بي الأمر مستلقٍ.

بالنظر من الخارج، لا بد وأن حركتي تبدو وكأنني أسقط. في ثانية واحدة فقط أشعر بالضيق والضعف، يتسطح وجهي كبحيرة، يهب النسيم، وتنتشر التجاعيد كموجات فوق وجهي. كيف بإمكاني جعلك تُدرك كم هذا حقيقي؟ أستطيع أن أمدّ يدي لألمس الجدول. أستطيع أن أشعر بالتدفق، قطرة قطرة، للماء من جسدي، حتى أن عظامي تُلطَفُ لتصير كتلة طيعة. لو رأيتني، فلن تتمكن من استخدام كلماتٍ مثل "كائن" أو "شخص" أو "مهنة" كأسماء وصفية؛ ستتمكن فقط من استخدام كلماتٍ مثل "كومة"؛ "شاطئ"؛ "نهر." لقد أصبحت أقل من لا شيء، أفضل من لا شيء.

لا أجرؤ على إخبارك بشعوري. أخشى أنك ستعتبرني منافقًا، وأن ما أقوم به هو أداءٌ متقنٌ فقط.

في الحقيقة، لا توجد كلمات محددة بما فيه الكفاية للتعبير عن أي من هذا. لقد بدأت باختراع لغة جديدة، لكنني دائمًا أنسى اختراعاتي اللغوية، لأنها لا تتقيد بأي منطق مطلقًا. كل يوم أناضل في المسافة الفاصلة بين النسيان والابتكار، النسيان والخلق. لكن النضال يحتاج للقوة، وفي النهاية أعلم أنني يجب أن أكُف عن النضال أيضًا. لقد ألَّفْتُ نفسي على الخضوع للمصير، تمامًا كإلقاء نرد يستمر بإعطائك العدد نفسه. لكي تدرك لاحقًا أن كل وجه من النرد يحمل ذلك الرقم.

الشيء الأكثر حميمية بالنسبة لي في الغرفة هو السقف فوق رأسي. إنه سمائي، سماء بيضاء، سماء لا تتغير أبدًا مع الطقس، سواء كان صحوًا أو عاصفًا. تخيلت ذات مرة أن الجيران في الطابق العلوي هُم آلهة تعيش في السماء. لقد كنت مستمتعًا بفكرة أن الآلهة أنفسهم يضبطون المنبه. شخصيًا لا أملك أي أدوات تسجل الوقت. لأنني بالكاد ألقى حجرًا في الظلام يوميًا، ولم أتلق حتى الآن أي صدى مدوي. حين أقفز -إذا كانت الحياة حفرة بلا قعر- ألن يكون السقوط عبر اللا متناهي شكلًا من أشكال الطيران أيضًا؟




No comments:

Post a Comment