Wednesday, November 21, 2012

في الترام؛ فرانز كافكا

 ترجمة: سماح جعفر

فرانز كافكا وماكس برود


أقف علي نهاية منصة الترام، وأنا غير واثق تمامًا من موضع قدمي في هذا العالم، في هذه المدينة، في عائلتي. يتعذر علي، حتى بشكل عابر، أن أرصد أي ادعاء يوضح أنني أتقدم بشكل صحيح في أي اتجاه. ليس لدي دفاع حتى لأقدمه، عن سبب وقوفي في هذه المنصة، ممسكًا بهذا الرباط، تاركًا نفسي أُحمل بواسطة هذا الترام، لا للأشخاص الذين يعطون وجهة للترام أو الذين يمشون بهدوء أو المحدقين في نوافذ المحلات. بالطبع لم يطلب مني أحد أن أقدم دفاعًا، لكن هذا غير ذي صلة.

وصل القطار إلى محطة توقف، واتخذت فتاة موضعها بالقرب من الدرج، مستعدة للترجل. كانت مختلفة بالنسبة لي وكأنني مررت يدي فوقها. كانت متشحة بالسواد، طيات تنورتها كانت لا تزال ثابتة، بلوزتها ضيقة وياقتها من الدانتيل الأبيض الناعم، يدها اليسرى تضغط على الجانب المعاكس من الترام، والمظلة في يدها اليمنى تستند على العتبة الثانية من أعلى الدرج. وجهها بني، أنفها مضغوط قليلًا من الجوانب، وفتحاته عريضة واسعة. لديها الكثير من الشعر البني وخصلات قليلة على الجانب الأيمن من صدغها. أذنها الصغيرة كانت منغلقة، ولكن بما أنني أقف بالقرب منها فباستطاعتي أن أرى كافة تضاريس بصمة أذنها اليمنى والظلال على جذرها.

عند هذه النقطة سألت نفسي: كيف يعقل أنها ليست منبهرة بنفسها، أنها تبقي شفتيها مطبقتين ولا تنبس بأية ملاحظة؟



*من كتاب القصص الكاملة لفرانز كافكا؛
ترجمها إلى الإنجليزية: ويلا و إدوين موير






2 comments:

  1. تحياتى لرهافه الترجمة و المجهود , و على كافكا أيضاً

    ReplyDelete